[تحرير] بداية الحركة الشيعيةهناك ثلاث وجهات نظر حول توقيت بدأ حركة التشيع
[تحرير] وجهة النظر الاولىويتبناه الشيعة أنفسهم حيث يرون أن التشيع أصلا لم يظهر بعد
الإسلام فهم يعتقدون أنه الإسلام ذاته فهم يرون ان المسلم التقي يجب أن يتشيع لعلي بن أبي طالب حسب اعتقادهم، وبالتالي فإن التشيع هو حجر من أحجار الإسلام الأصيل وضع أساسه النبي محمد نفسه على مدار حياته ،وأكده قبل موته في يوم
غدير خم عندما أعلن الولاية لعلي من بعده.
حيث يرون أن الطوائف الإسلامية الأخرى هي المستحدثة ووضعت أسسها من قبل الحكام والسلاطين وغيرهم من اجل الإبتعاد عن الإسلام الذي اراده النبي محمد في الأصل.
كما يعترض أصلا الشيعة على تسمية
أهل السنة لأنفسهم بهذا الاسم حيث يرون أنهم هم أهل السنة الذين يحيون ما أراده الرسول حتى أن أحد علماء السنة المتشيعين (غير مذهبه من اهل السنة إلى الشيعة)
[2] وهو
التيجاني السماوي اصدر كتابا كاملا أسماه (الشيعة هم اهل السنة)
[3][تحرير] وجهة النظر الثانيةيتبناها بعض من المؤرخين
والمستشرقين وهي ترى أن التشيع لعلي هو حركة سياسية إسلامية بدأت بعد وفاة نبي الإسلام (حزب سياسي إن صح التعبير) وهذه الحركة تبنت نظرية للحكم والسياسة.
البعض رأى أنها بدأت بعد أحداث
السقيفة مباشرة والآخرون يرونها ظهرت بعد مقتل
عثمان الخليفة الثالث ويرى البعض أيضا أنها تبلورت بشكل أكبر بعد
معركة كربلاء التي قتل فيها
الحسين بن علي بن أبي طالب.
يرى المؤرخين أن بذرة التشيع بدأت بعد وفاة الرسول محمد حيث اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة لاختيار الخليفة في غياب وجوه
بني هاشم أمثال علي بن ابي طالب
والعباس بن عبد المطلب اللذان كانا يجهزان النبي للدفن أثناء انعقاد السقيفة، وحسب أهل السنة فإن السقيفة انتهت باختيار
أبو بكر بن أبي قحافة خليفة حسب اجتماع أهل الحل والعقد.
بعد السقيفة بدأت مجموعة صغيرة من الصحابة منهم
أبو ذر الغفاري -
وعمار بن ياسر-
والمقداد بن عمرو-
والزبير بن العوام وأبناء أبو لهب تجتمع في بيت علي بن أبي طالب معترضة على اختيار أبو بكر
[4]ويعتبر الشيعة الآن هؤلاء الصحابة هم أفضل الصحابة وأعظمهم ، بينما يرى أهل السنة أن ما حدث هو اجتهاد وأن كل الصحابة عدول يحاولون الاجتهاد قدر استطاعتهم. وتؤكد بعض مصادرهم أن من اعترض من الصحابة بايعوا أبو بكر الصديق خليفة للمسلمين في النهاية برضاهم.
ظل الأمر هكذا إلى أن تطور الأمر في عهد
عثمان بن عفان الخليفة الثالث حيث أدت بعض السياسات التي يقوم بها بعض عماله في الشام ومصر إلى سخط العامة وأعلن بعض الثائرين خروجهم على عثمان وبدأوا ينادون باسم علي بن أبي طالب، وبالرغم من أن علي بن أبي طالب نفسه حاول دفعهم عن الثورة وحاول أيضا من جهة أخرى تقديم النصح لعثمان بن عفان لإنقاذ هيبة الدولة الإسلامية إلا أن عثمان قتل في النهاية على يد هؤلاء الثائرين الذي التفوا هم وغيرهم حول علي بن أبي طالب يطالبونه بتولي الخلافة.
وهنا يأخذ الفكر منعطفا جديدا حيث أن علي بن أبي طالب أصبح حاكما رسميا وشرعيا للأمة من قبل أغلب الناس.
ولكن بدأت في ظهور مجموعة في المقابل أطلقت على نفسها (شيعة عثمان) أعلنوا أنهم يطالبون بدم عثمان وقتل قتلته وتطور الأمر بهم ان أعلنوا رفضهم لخلافة علي بن أبي طالب الذي تباطئ في رأيهم في الثأر لعثمان بل إن قادة جيشه كانوا من الثائرين على عثمان أمثال
مالك الأشتر - و
محمد بن أبي بكر وغيرهم.
وعلى رأس شيعة عثمان كان
معاوية بن ابي سفيان من جهة
وعائشة زوجة النبي من جهة أخرى وبعد معارك مثل
معركة الجمل -
ومعركة صفين وظهور حزب جديد هم
الخوارج -
ومعركة النهروان قتل علي بن ابي طالب على يد الخوارج.
ورأى شيعته أن هذه الفترة كانت الفترة التي تجسد مدى معاناة علي من الناس إما لجهلهم أو طمعهم ورأوا أيضا أن هذه الفترة جسدت حقيقة كيف يكون الإمام حاكما وكيف أن الناس يرفضون دائما ما هو أفضل لهم.
بعد مقتل الإمام علي وبعد خذلان الناس أيضا
للحسن بن علي وعدم وقوفهم ومؤازرتهم له أعلن الحسن بن علي الصلح مع معاوية ببعض شروط ويرى الشيعة أن هذا الصلح كان لأن الحسن لم يرى من الناس مساعدة ولا معونة ويرى الشيعة أيضا أن هذا الصلح جعل الناس يعلمون قيمة أهل البيت بعد ان استقرت الامور في يد غيرهم.
وظل الامر في هدوء حتى مات الحسن ومن بعده مات معاوية.
[تحرير] وجهة النظر الثالثةويتبناه أيضا بعض أهل السنة والمستشرقين بأراء مختلفة تتفق في مجملها أن التشيع حركة دخيلة على الإسلام صنعتها أيادي من خارج الأمة.
فالبعض رأى أن بذرتها هو
عبد الله بن سبأ اليهودي حيث نسبوا إليه إشعال الفتن بين
الصحابة وأنه أول من زرع بذرة التشيع - وإن كان هناك الكثير من الدراسات التي تشكك في وجود هذه الشخصية من الأساس وإن وجدت فالكثير أيضا يشكك أن يستطيع شخص أو فرقة من الناس التلاعب بالصحابة إلى هذا الحد-.
والبعض يرى أن التشيع نزعة
شعوبية فارسية أراد بها الفرس التميز عن
العرب والانتقام من انهيار امبراطوريتهم - بالرغم من أن التاريخ يذكر تشيع أهل
مصر والعراق و أن الفرس هم من أواخر المسلمين تشيعا حيث أن التشيع بدأ يدق أبواب فارس في العصر العباسي على الأقل، والمصادر التاريخية تتحدث عن أن الإمام الثامن للشيعة الإثنا عشرية
علي الرضا دفن في الغربة حيث أنه دفن في بلاد فارس التي لا يوجد بها أنصار لعلي بن أبي طالب في ذلك الوقت -.
[5][تحرير] كربلاءالمقال الرئيسي: معركة كربلاء صورة متخيلة لكربلاء بعد المعركة
تعد
معركة كربلاء منعطف خطير في تطور الفكر الشيعي حيث أن مأساة كربلاء واستشهاد الحسين بطريقة مأسوية مفزعة ألهبت مشاعر شيعة علي وجعلت الأمر يتحول إلى عداء دائم مع السلطة وإعلان الحسين شهيدهم الدائم ورمز المظلوم ورمز التضحية والفداء من أجل الحق.
فبعد معركة كربلاء نجد الفكر الشيعي يتحول في كثير من نواحيه إلى فكر ثوري ويتحول الحسين إلى الشخصية التي دائما ما يرى الشيعي فيها رمزا للمظلوم والغربة فتراهم يستخدمون دائما جملة (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) ويطلقون اسم حسين جديد على كل شهيد مظلوم أو غريب مضطهد.